”صلواتنا“ التي تؤرِق أجهزة الدولة ويفزع منها المُتطرفون!

أحداث العامرية (الجمعة 16 يونيو 2016)

بقلم/ شريف رمزى

لم نَكَد نلتقط آنفاسنا بعد الأحداث المُروعة التي شهدتها قرية الكرم بمحافطة المنيا، بعدما بُحَت أصواتنا ونحن نُطالب بتفعيل القانون وبمُحاسبة المسئولين الذين غضوا البصر عن فتنة كانت نائمة فأيقظها المُغرضون ببث سموم تعاليمهم في نفوس قُطعانهم من الغوغاء والموتورين، وقبل أن نسمع أن أحدًا من الجُناه قد نال عقابه، فإذ بنا أمام مشهد جديد ومُتكرر تدور أحداثه هذه المرة في قرية البيضاء بالعامرية!
جموع غفيرة تحتشد.. تهتف.. وتطالب.. فى حِمية.. بسقوط الكنيسة... ثم.. تخريب.. وتحطيم.. يمتد من مبنى الخدمات التابع للكنيسة إلى منازل الأقباط في القرية... ثم.. عربات مُصفحة.. ورجال أمن يرتدون زيهم الرسمى.. يتحركون في رعونة وفق أوامر وتعليمات عُليا لا تراعى الحق أو تخدم القانون، ولا تفرق بين طرفٍ مُعتدٍ وآخر مَجني عليه!

هناك.. في العامرية.. كل الأقنعة تسقط.. فينكشف الزَيف وتظهر الوجوه على حقيقتها.

فلا يملك المرء إلا أن يتساءل.. ما يُضير الأمن إن صَرح ببناء كنيسة؟!.. وماذا يخشى شركاء الوطن إن تمكن المسيحيون من أداء طقوسهم ورفع صلواتهم؟!

صلواتنا وشعائرنا لا تُزعج أحدًا، ولا تُفرض على الأخر فرضًا. نحن لا نفترش الشوارع، ولا نُغلق الطُرقات أمام المارة، ولا نُعطل مصالح الناس فى الدوائر الحكومية، ولا نتباهى بصلواتنا فى مكبرات الصوت.. لأننا نؤمن أن الله يسمع صلواتنا -وإن كانت في صمت- ويقبلها.
لذلك فصلواتنا وحدها تصنع المعجزات.. تشفى المرضى.. تُقيمالموتى.. تفتح في البحر طريق وتُزعزِع آساسات الجبال.. التاريخ نفسه يشهد لصلواتنا آنها شَقت عَنان السماء.

يحدث ذلك ببساطة، لأننا نتعامل مع الخالق القدير، الذى أوصانا أن نُحب حتى المُسيئين إلينا، ونُحسن إليهم، ونُصلى من أجلهم. في صلواتنا لا نُهين الآخر ولا نطلب أن يخسِف الله به الأرض. لا نطلب أن يُشتِت الله شملاً، ولا أن يُيَتم طفلاً. نحن نطلب الخير للجميع، والسلام للجميع.
النظام إذن مُطالب بأن يُراجع حساباته وأن يُفتش فى أوراق الماضى، وأن يعي الدرس جيدًا.. وآلا يُربي ثعبانًاً فى حضنه مُتصَورًا أن يضمن ولاءه إلى الأبد، وإلا فليسأل من لُدغ قبله.