فيرونيكا

الأيقونة الحقيقية

تاريخ كنسي

آخر الأخبار

تاريخ كنسي
جاري التحميل ...

افتكاسات يوسف زيدان!

بقلم/ شريف رمزي


خلال الصالون الشهرى بساقية الصاوى، مساء الأربعاء 7 مايو 2014، فاجأ الكاتب "يوسف زيدان" مُستمعيه بمعطيات وحقائق تاريخية جديدة لم يتوصل إليها أحد قبله لا من المؤرخين المعروفين ولا من الباحثين المُدققين، ولا من مُفسرى الكتاب المقدس عَبر العصور، ولا حتى أعتى المُشككين فى العقيدة المسيحية عبر التاريخ.

الرجل يسير على منهج فريد من نوعه فى التفكير، سُجلت براءة اختراع هذا المنهج بأسمه، "المنهج الزيداني"، أى (افتكس أى حاجة وخلاص طالما في ناس بتصدقك، ووسائل إعلام بتروج لأفكارك)... ياله من منهج!

 بعد عزازيل، التى يُسميها "رواية"، ومع ذلك يُدافع عن محتواها كحقائق تاريخية فى "تناقض مُذهل".. يواصل "زيدان" ادعاءاته المُثيرة للسخرية..

* المسيحية لا يوجد بها صليب ولم تحرم تعدد الزوجات. وسليمان الملك "إبن زنا" ولم يستمر فى الحكم كثيراً !

كلام لا يستحق الرد، ولا يصدر إلا عن جاهل أو آفاق أو مُدعي عِلم.

* الصليب الذى هو صُلب العقيدة المسيحية، دائماً ما يحاول أعوان إبليس أن ينالوا منه، فهو يُذكرهم بهزيمتهم وبخيبتهم وباندحارهم..

"فإن كَلِمَةَ الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ"   (رسالة كورنثوس الأولى 1: 18)

"إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ اشْهَرَهُمْ جِهَاراً، ظَافِراً بِهِمْ فِيهِ (أى الصليب)"   (رسالة كولوسى 2 : 15)

* وتعدد الزوجات، القضية الأكثر حسماً فى المفهوم المسيحي، لم تَسلم أيضاً من "المنهج الذيداني" القائم على "الافتكاس"!!

فشريعة الزوجة الواحدة، وعدم الجمع بين أكثر من زوجة، حقيقة كتابية لم تخلف عليها أى طائفة مسيحية لا فى الشرق ولا فى الغرب طيلة ألفي عام، ولا شغلت تفكير المُفسرين ولا حتى أكثر الناس شهوانية وانحطاطاً !

اختلفوا حول أسباب الطلاق وعِلاته، ضيقوا فيها وتوسعوا، ولم يقفوا ولو لوهلة عند قضية التعدد التى حسمها السيد المسيح بقوله:

"مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ، ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا اللهُ. مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ.. مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا. وَإِنْ طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي»  (مرقس 10: 6-12)

 وسار تلاميذه على نهجه، فأوصى بولس بأن:

"ليكن لكل واحد امرأته، وليكن لكل واحدة رجلها" (رسالة كورنثوس الأولى 2:7)..

* ثم يتناول "زيدان" سيرة سليمان الحكيم، الذى هو مُكرم عن المُسلمين ومذكور فى قرءانهم، الذى ينسب لسليمان القدرة على تسخير الجِن والشياطين، وقدرته الخارقة على فهم لغة الحيوانات والطيور والحشرات والتكلُم معهم بلغاتهم.. ويَنسب إليه ما لم يُذكر عنه لا فى التوراة ولا فى الإنجيل ولا حتى فى القرأن الذى هو أساس لدينه!

 يقول: (سليمان ابن "سفاح" أى جاء من الزنا، ولم يستمر فى الحكم كثيراً)!!... ياللهول... وهل توصلت إلى تلك الحقائق الجُهنمية بمفردك، أم بوحي إلهى مُغاير لما أوحى به للرسل والأنبياء؟!

 * قصة ميلاد سليمان ذكرها الكتاب المقدس فى سفر صموئيل الثانى (الإصحاح 12)، مباشرة بعد موت الطفل الذى ولدته بيثشبع (إمراءة أوريا الحثي) لداود من الزنا (الخطية التى دفعت بداود إلى التخطيط لقتل أوريا والزواج من بيثشبع).

"وَكَانَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ أَنَّ الْوَلَدَ مَاتَ"  (سفر صموئيل الثانى 12 : 18)

 ثم... وفى نفس الإصحاح...

"وَعَزَّى دَاوُدُ بَثْشَبَعَ امْرَأَتَهُ، وَدَخَلَ إِلَيْهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوَلَدَتِ ابْنًا، فَدَعَا اسْمَهُ سُلَيْمَانَ، وَالرَّبُّ أَحَبَّهُ"  (سفر صموئيل الثانى 12 : 24)

 إذن، فالخلط هنا واضح، ومُتعمد... أو أن الكاتب الفاضل جاهل بتلك الأمور وينقل عَدوى جهله لقراءِه ومُستمعيه..!

أما مسألة أن سليمان لم يستمر فى الحكم طويلاً، فالجهل فيها واضح يصل إلى حد الإشفاق على "زيدان" الذى بالغ فى افتكاساته إلى حد الخَرف، فإذ به يهزى بكلامِ مُضحك ومُثير للآسى معاً!

 فلا يوجد عاقل يعرف المنطق يُمكن أن يُصدق أن ملكاً هو الأشهر عبر تاريخ الإنسانية كله، سجلت سيرته وانجازته فى كتب التاريخ والآثار والحضارة، فضلاً عن الكتب السماوية على اختلافها، لم يستمر فى الحُكم ولم يدُم مُلكه طويلاً..!

 ومدة حُكم سليمان مدونة فى الكتاب المُقدس، كالتالي:

"وَكَانَتِ الأَيَّامُ الَّتِي مَلَكَ فِيهَا سُلَيْمَانُ فِي أُورُشَلِيمَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً"  (سفر الملوك الأول 11 : 42)

إلا إذا كان "زيدان" يعتبر أن أربعين سنة، فترة قصيرة مُقارنة بفترات حُكم ملوك آخرين!

* التلويح بقانون ازدراء الأديان حيال ما يقوله وما يكتبه زيدان، لا طائل من وراءه، فأكثرنا يعلم أنه سيف مُسلط على رقاب البعض دون الآخر، طالما تَحكمنا القاعدة القانونية الأكثر قُدسية فى مجتمعنا، قاعدة الخيار والفقوس"!

والسؤال الأن، هل بدأ "زيدان" يشيخ إلى الدرجة التي تصل به إلى حد الخَرف، مُتجاوزاً حتى منهجه الذى عرفناه وآلفناه، ويتمحور بجملته حول "الافتكاس".. لعل الأمر كذلك، فندعو له بالشفاء.

عن الكاتب

فيرونيكا

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

فيرونيكا