بقلم/ شريف رمزي
للأسف، ساهم البعض من خدام الكلمة وكُتَّاب
النبذات وسيَّر ومُعجزات القديسين (ربما عن غير قصد) في تشويه مفهوم "السياحة"،
وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لذلك الفِهم المُشوه!
السياحة -كما تُعلمنا الكنيسة- هى أعلى
درجات الوحدة.. شخص ساح في البرية غير عابيء بأكل أو شُرب أو مَلبَس.. أو.. أو.. أو..
البعض يعتقد خطأ أن السياحة تعني الشفافية
أو القدرة على الانتقال من مكان لآخر بسرعة تفوق الزمن!، لكن الربط بين صُنع المعجزات
بأنواعها والسياحة أمر غير سليم.
الأنبا بولا أول السواح عاش مُنعزلاً في
البرية الداخلية عشرات السنين دون أن يرى وجه إنسان أو يصنع معجزة، ودون أن يطير من
مكان لآخر، وهكذا بقية الآباء السواح.
الآباء الذين اختلطوا بالناس في الخدمة
قد يصلون لدرجات عالية في القداسة، لكنهم ليسوا سواح، لأن السياحة في البرية والانعزال
لعشرات السنين دون الاختلاط بالبشر هى السمة الأساسية للسياحة وليس المعجزات ولا القدرة
على التحليق أو التنبوء.
دورنا كخدام هو تصحيح الِفهم الخاطيء عند البعض،
وليس ترويجه، حتى وإن بدا الأمر صعبًا، وحتى وإن تعرضنا للنقد، بشرط أن يحكمنا تعليم
الكنيسة وفكر الآباء، وفي سبيل ذلك لا شيء مُهم.
(سامحني -عزيزي القاري- لو الكلام ده اِصْطَدَمَ
بفكرتك عن القديس اللي بتحبه، لكن #نصيحة: ضَع في اعتبارك دائمًا وأنت تُشاهد الأعمال
الدرامية التي تُجسِد حياة ومُعجزات القديسين، أنك أولًا وأخيرًا تُشاهد "فيلم"
تتداخل فيه أحيانًا وجهة النظر الإبداعية والانحيازات العاطفية مع الحقائق الموضوعية).