فيرونيكا

الأيقونة الحقيقية

تاريخ كنسي

آخر الأخبار

تاريخ كنسي
جاري التحميل ...

حوار في موقف الميكروباص!

بقلم/ شريف رمزي
  
كُنت سائرًا في طريقي مارًا بموقف سيارات الأجرة (الميكروباص) حينما استوقَفَتني كلماتهم.

سمعتهم يتهامسون فيما بينهم..

ألَّم تذهَب الفتاة بإرادتها وبملء رغبتها وبكامل حريتها، ألا يعكس ذلك سوء سلوكها وانحرافها؟!

وتوالت الكلمات تشق طريقها بصعوبة إلى أُذني وسط الزحام وبين أصوات المُنادين.. عتبة واحد!

واستطرد أحدهم قائلًا: البنت اللي تعمل كدة تستاهل الرجم! وتبعه الآخر بقوله: معاك حق اللي تسيب دينها عشان عيل ميسواش بصلة ماتستاهلش حد يفكر فيها! وقال ثالثهما: ما تنحرق ولا تنفلق ولا تروح في داهية، هو إحنا هانشيل همِّنا وهمّ غيرنا، إذا كان أهلها ماعرفوش يربوها!

وجال بذهني حينها أن أقطع حديثهم الساخن بسؤالٍ ألحَّ عليّ..

هل كان موقفكم سيتغير إذا كانت الفتاة ابنة أو أخت لواحد منكم؟!
هل كنتم تَقبلون بالأمر الواقع وتَنفضون أيديكم مُلقين باللّوم عليها؟!
هل كنتم ستنظرون إليها كماجنة ومُنحرفة تَستوجب الرَجم والحَرق؟!
أم كنتم ستمدون لها أياديكم وتهبّون لنجدتها وتطرقون كل باب طلبًا للعَون والمؤازرة!

أردتُ أن أقول لهم ألا يكونوا مثل الدبّة التي قتلت صاحبها، أو كمَن رأى إنسانًا يوشِك على الغرقِ فألقى فوقه بحجرٍ!

أردتُ أن أُذكّرهم بقولِ الكتاب أن ليست رحمة في الدينونة لمَن لم يستعمل الرحمة، وبقول السيد المسيح: لا تَدينوا كي لا تُدانوا، وبقوله الخالد: من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجرٍ.

أردتُ أن أُذكّر مَن هو أب منهم أن أولاده مسئولين منه وأنّ مصيرهم الآبدي مُعلق في رقبتهِ وأن الله سيسأله عنهم.

وأُذكّر من كان منهم خادمًا في كنيسة أو مسئول فيها أنّ مُهمته الأولى هي ربح النفوس، وأن الله سيَطلب منه يومًا أن يُعطي حساب وكالته، وأنه سيسأله عن كل نفس ضاعت دون أن يُحرك ساكنًا أو يبذل جهدًا من أجل استردادها والحفاظ عليها.

أردت أن أقول لهم انتبهوا لأنفسكم ولأولادكم وبناتكم، ولا تغيظوهم لئلا يفشلوا أو تهملوهم لئلا يهلكوا.

أردت أن أقول كلامًا كثيرًا..

لكن قبل أن أنبث ببنتِ شفةٍ وجدتهم في لمحِ البصر يستقلون "الميكروباص" وينطلقون إلى حيث لا أدري، فمضيت في طريقي بعد أن أضَعت كل الوقت في التفكير "ماذا أقول لهم؟"

وفي النهاية لم أقل شيئًا!


عن الكاتب

فيرونيكا

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

فيرونيكا