بقلم/ شريف رمزي
كنت جالساً كعادتى وحيداً وهادئاً، وبنعمة إلهى مُستمتعاً
بسلامى الداخلى إلى الحد الذى جعلنى أتعجب من نفسى، كيف كنت أعانى قبلاً من
الهموم وأقيم لها وزناً، وكيف كنت أعمل للغد ألف حساب، وكيف كنت أفكر فى
مخرج لهذه المشكلة أو تلك، وكيف كان النوم يجافينى أياماً..
كانت هذه الأفكار تجول بخاطرى قبل أن ينقطع حبل أفكارى فجأة لمتابعة هذا المشهد العجيب ..
كانت تسير الهوينة لكن فى جدٍ وإجتهاد لم أرى مثيلاً لهما..
خفيفة كالطيور، لا تعرف الثبات
نشيطة، تتحرك فى كل اتجاه
صبورة، لا تئن ولا تشتكى
قوية، تحمل أحمالاً عثرة
وديعة وهادئة لا تصدر أصواتا، ولولا رؤيتى لها صدفة لما أحسست بوجودها بالمرة!
مخلصة فى عملها لأقصى مدى، لا تعرف الكسل أو الفتور حتى فى الشمس الحارقة والحر الخانق!
يالها من مخلوق رائع جدير بالاحترام!
اِذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ. تَأَمَّلْ طُرُقَهَا وَكُنْ حَكِيمًا (أم 6 : 6)