فيرونيكا

الأيقونة الحقيقية

تاريخ كنسي

آخر الأخبار

تاريخ كنسي
جاري التحميل ...

دميـانة!

بقلم/ شريف رمزي

دميانة عبيد عبد النور، مُدرسة بإحدى المدارس الابتدائية بقرية الطود بالأقصر.. اُتهمت بازدراء الدين الإسلامي، وشهد أولياء أمور تلاميذها "المسلمين" أمام النيابة بزيف ذلك الادعاء، وأقسم مُديرها "المُسلم" بأغلظ الأيمان خلال شهادته عنها أمام النيابة وفى المحكمة أنها بريئة مما يَدعون.

أصدرت محكمة أول درجة حُكمها بتغريم دميانة مائة ألف جنيه، فتقدم محاميها "المسلم" بطعنٍ أمام محكمة الاستئناف مُطالباً بالبراءة وإلغاء حُكم الغرامة، وطعنت النيابة أيضاً!

وبالرغم من وجود قاعدة قانونية تقضي بألا يُضار الطاعن بطعنه، فقد أصدرت محكمة الاستئناف حكمها مؤخراً بحبس دميانة ستة أشهراستناداً لطعن النيابة، وإسنادها لدميانة تُهمة تعمد الإساءة للدين الإسلامي ومُمارسة التبشير!

هذا الحُكم لا ينبغى أن يمُر هكذا مرور الكرام، فمسألة الاتهام فى حد ذاتها فيها الكثير..

ازدراء الإسلام!

يالها من تُهمة جديرة بالعقاب!

من ذا الذى تُسول له نفسه أن يسُب دين الدولة الذي يدين به أصحاب الأغلبية العددية فى طول البلاد وعرضها؟!
من ذا يتجرأ ويتطاول على "مُسلم" هو الأعلى مقاماً ومنزلة عند الله فى الدنيا والآخرة؟!

فبحسب العُرف السائد المفروض أن السَب والإهانة هى من نصيب المسيحي، وعقيدة المسيحيين هى الأولى بالازدراء..!

سب المسيحيين وعقائدهم ورموزهم "مهنة" تحترفها فضائيات تنطلق عبر القمر الصناعى المصرى الذى يخضع مباشرة لإدارة الدولة ومؤسساتها!

ازدراء الدين المسيحي وقذف أتباعه بالكُفر والشِرك بالله، هو من صميم عمل أئمة ومشايخ ودُعاة كبار يُشار لهم بالبنان بوصفهم قادة الفكر وأعلام التنوير فى العالم العربى والإسلامى!

ياللحسرة..

كم من مرة خرج علينا أمثال الدكتور زغلول النجار، والدكتور محمد عمارة، عَبر الفضائيات والصُحف ليكفروا المسيحيين وينعتوهم بالشِرك والضلال تحت سمع وبصر الدولة ومؤسساتها وقضائها النزيه، ولم يعترضهم أحد!

كم من مرة خرج علينا المَدعو "أبو إسلام" ليبث من سموم أحقاده مُتلفظاً بأبشع العبارات وأقذع الأوصاف فى حق المسيحيين وعقائدهم وكتابهم المُقدس!

كم من مرة خرج سُفهاء القوم وأجهلهم رافعين أصواتهم بأحط الشتائم فى حق الكنيسة ورجالها المُكرمين عند كل المسيحيين، ومُهددين باقتحام أسوار الكاتدرائية، ولم تعرف العدالة طريقها إليهم لينال أياً منهم الجزاء الذى يستحقه!

من فَّجر كنيسة القديسين بالاسكندرية؟
من هدم كنيسة صول فى أطفيح؟
من هَّجر المسيحيين فى العامرية؟

أين يقبع "أبو آنس" الذى حرض علانية على حرق كنائس إمبابة، وسَب المسيحيين وكل رموزهم؟

وماذا عن التبشير؟!

ما معني أن تقوم مُعلمة فى أقصى صعيد مصر بالتبشير بين تلاميذ الصف الرابع الابتدائي؟!

كيف ارتاح ضمير ممثل النيابة لتوجيه مثل هذه الإتهام؟! وكيف ارتاح ضمير القاضي للحُكم استناداً لذات الاتهام؟!

وإن كان ذلك التبشير المزعوم يُزعجكم ويقُض مضاجعكم، فلماذا تسمح الدولة بتدريس الدين المسيحي في المدارس؟ ولما يُقبل بوجود كنائس؟ وهل يعني ذلك أننا بصدد ثورة دينية تقودها مؤسسات الدولة لنُصرة دينها الرسمي في مواجهة الأديان الأخرى؟!

هل هذه هى العدالة؟!

المفروض أن القانون يُشرع لحماية الضعيف من افتئات القوى، والأقلية من جور الأغلبية.. لكن ما يحدُث هو العكس تماماً!

بات القانون كسيف مُسلط على رِقاب الفئات الضعيفة والمُهمشة، يستخدم لقهر الضعفاء والمغلوبين على أمرهم!

أما "دميانة" المسكينة، التي صدر الحُكم بحبسها، فلها الله أخطأت أو لم تُخطيء، عسى أن تعرف العدالة سبيلاً إليها فلا تؤخذ بذنب غيرها.

وأما شهود الزور فالله الفاحص القلوب والكُلى هو القادر أن يرُد عنها كيدهم ويفك كربها، لأنه مكتوب "لم يسلمنافريسة لأسنانهم، نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصياد، الفخ انكسر ونحن نجونا".

عن الكاتب

فيرونيكا

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

فيرونيكا