بقلم/ شريف رمزى
بقدر ما آثاره بداخلي ذلك الكتاب الثرى بالمعلومات والحقائق التى تؤرخ
لمذابح المسيحيين الآرمن على آيدي الأتراك العثمانيين، من مشاعر الآلم
والتعاطف الشديد مع معاناة هذه الأمة التى تعرض أبنائها لشتى أنواع
الاضطهاد بداية من التهجير القسري من مُدنهم وقُراهم مروراً بالتعذيب
الوحشي وحتى الإبادة الجماعية، إلا أن الإطلاع على تاريخ الأرمن وبسالتهم
فى مواجهة وحشية الأتراك، واكتشاف ذلك الجانب المُظلم فى الشخصية التركية
التى تحاول بدورها أن تتنكر له وتتبرأ منه، يحمل مُتعة خاصة.
كتاب "قتل أمة".. هو عبارة عن مذكرات للسفير الأمريكي بتركيا فى الفترة ما بين عامي 1913 – 1916 "هنري مورغنطاو".
يُسجل
الرجل شهادته كمعاصر للأحداث وكمسئول ترده التقارير التى لا يشوبها أى
تدليس، كما يُسجل انطباعاته الشخصية عن العقلية التركية والفهم المتوارث
للعقيدة الدينية وللنزعة القومية التى تجعل "التركى" يرى فى نفسه نصف إله
بينما آصحاب الجنسيات والديانات الأخرى مجرد "حيوانات"!
لازالت الحكومات التركية المتعاقبة حتى يومنا هذا تنكر حقيقة المجازر التى نفذتها ضد الشعب الآرمنى طوال خمسة قرون مضت وخاصة مجازر السلطان الدموى عبد الحميد ومجازر آدنة عام 1908 ثم المجزرة الكبرى والتهجير القسري عام 1915 والمجازر التى أعقبتها عام 1923 فى الفترة الكمالية، حيث قتل وذبح أكثر من مليون ونصف آرمني وفُرغت آرمينيا التاريخية من سكانها الأصليين.
وإليكم
سطور قليلة اقتبسها من مذكرات "هنري مورغنطاو".. أضعها أمامكم -أصدقائى-
كنوع من التشويق للاطلاع على تاريخ هذه الأمة العظيمة التى قدمت هذا الكم
الهائل من الشهداء الذين ذُبحوا كالأضحية من أجل هويتهم الدينية، وأيضاً
للوقوف على العقلية التركية الحالية والتى تحاول بسط سيطرتها على بلادنا
بشتى الطرق، من خلال استلهام ماضي سلاطينها العثمانيين بكل ما فيه من
عجرفة القوة والبطش بالأبرياء.
مقتطفات من كتاب "قَتل أمة" لـ "هنري مورغنطاو"