بقلم/ شريف رمزي
شخصياً لم أجرب يوماً أن أحيا فى "العبودية"..
وماذا تعني كلمة "عبودية"؟!
أن تُعامل كسلعة، وتُصبح حياتك محل بيع أو شراء، أو حتى مُقايضة!
وماذا تعني كلمة "عبودية"؟!
أن تُعامل كسلعة، وتُصبح حياتك محل بيع أو شراء، أو حتى مُقايضة!
أن تصير أنت نفسك ملكاً لآخر يتصرف معك على النحو الذى يرتضيه!
أن يتحكم هذا الآخر فى مصيرك.. ماذا تعمل، ماذا تأكل، كيف تحيا، ومتى تموت!
أن يُحتقر لونك، ويُنتهك جسدك، وتُهان آدميتك فى كل يوم وكل لحظة!
فعلياً لا يُمكنني الادعاء بأنني أعرف ما تعنيه تلك الكلمة، أنا فقط شاهدت فيلماً عنها، فانفعلت بها، ولمست من خلاله شيئاً من قسوتها ومرارتها.
فيلم "12 Years a Slave" أو "12عاما من العبودية"، يُجسد السيرة الذاتية لـ "سولومون نورثوب"، وهو رجل أسود "حر" كان يعمل كنجار وعازف كمان، ويعيش مع زوجته وابنتيه في العاصمة واشنطن. وفي يوم من الأيام عرض عليه رجلان العمل كموسيقي لمدة أسبوعين، لكنهما غدرا به وقاما بتخديره، ويستيقظ "سليمان" ليجد نفسه مقيداً بالسلاسل ويوشك أن يُباع كعبد..
وعلى مدار 12 عاماً تنقل خلالها سولومون "سليمان" ما بين سيد وآخر، ذاق مع رفاقه من الزنوج أهوالاً فى العمل كمزارع وكنجار، حتى وضع القدر فى طريقه أحد الذين تعاطفوا مع قضيته، وبفضل مُساعدته يستعيد سولومون حريته ويُغادر إلى عائلته.
الزنوج فى أمريكا تحرروا بفضل نضالهم المُخلص وإيمانهم بعدالة قضيتهم، وبعد أقل من نصف قرن وصل واحداً منهم لسُدة الرئاسة داخل البيت الأبيض.
أقليات عرقية ودينية فى بلدان مُختلفة، وربما شعوباً بأكملها، تقبع خلف أسوار الظُلم والقهر ربما منذ مئات السنين، ولم تحظى بقدرٍ يسير مما حظيَ به الزنوج فى أمريكا، ربما لأنهم لم يصلواً إلى درجة إيمانهم ولم يقتدوا بهم فى نضالهم، أو ربما لأنهم لم يعرفوا المعنى الحقيقي لكلمة "عبودية"!