بقلم/ شريف رمزي
|
في مناسبات عِدة
شهدت بعض الكنائس احتشاد الآلاف من الناس حولها، لمجرد رؤية "حمامة" تطير
ليلًا حول منارتها، ويطير الخبر بسرعة البرق "العدرا ظهرت في المكان الفلاني"!
لكن الواقع أن
هذا الربط يقع في غير محله.. لماذا؟!
أولًا، لأن ما
شاهده الناس في الزيتون لم يكن بالفعل حمامًا حقيقيًا كالذي نعرفه، إنما هى أشكال نورانية
"تشبه الحمام وتتحرك بسرعة غير عادية [شاهد الصورة المرفقة]، وكان ظهور هذه الأشكال
الروحانية في كل مرة مُقدِمة لظهور السيدة العذراء في كامل هيئتها بشكل جسم كما من
سحاب ناصع أو بشكل نور، بحسب ما جاء في بيان المقر البابوي الذي أكد ظهور العذراء فى
كنيستها بالزيتون منذ مساء 2 أبريل 1968. [لقراءة البيان، اضغط هُنـــــــا]
ثانيًا، فكرة أن
الحمام لا يطير ليلًا، واقعية إلى حدٍ كبير، لكن ذلك لا يصل إلى حد الاستحالة، إذ يُمكن
للحمام أن يطير ليلًا إذا ما جرى تدريبه على ذلك، وهذا أمر يعرفه جيدًا هواة تربية
الحمام.
ومشهد أخر منشور على موقع يوتيوب، لأسراب من الحمام تُحلق في سماء الكعبة ليلًا
فهل المطلوب هو إنكار ظهورات العذراء والقديسين؟!
الإجابة: بالقطع
لا.. فظهورات القديسين وزياراتهم لعالمنا حقيقة كتابية لا يُمكن إنكارها، ولعل أبرزها
"ظهور موسى وإيليا في حادثة التجلي" (مت 17)، لكن ذلك لا يعطينا الحق في
اختزال إيماننا المسيحي في تلك المسألة، ولاسيما أن ذلك الإيمان بحسب المفهوم الكتابي،
يعني " الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى" (عب 11 : 1).
إذن هل المطلوب
هو التشكيك في كل الظهورات والمُعجزات التي تُروِج لها وسائل التواصل الاجتماعي، وتنشر
عنها أخبارًا وصورًا ومقاطع فيديو؟!
الإجابة، ليس المطلوب
هو التشكيك، ولكن الحكمة وعدم السذاجة، وتجنب الانسياق وراء الإشاعات التي تُعطي البعض
ذريعة للتشكيك في مُجمل حقائق الإيمان المسيحي.
الكتاب المقدس
يوصينا بصريح العبارة: "أيها الأحباء، لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح:
هل هي من الله؟" (1 يو 4 : 1)، ويؤكد أيضًا بصريح العبارة أن: "الشيطان نفسه
يغير شكله إلى شبه ملاك نور" (2 كو 11 : 14)، ونحن بسذاجتنا وانسياقنا خلف كل
حدثٍ زائف، نكسر الوصية، ونخالف تعاليم الكتاب.
دائمًا وأبدًا
إسأل نفسك، ما هى الغاية الإلهية أو المنفعة الروحية التي ستعود على الإنسان من وراء هذه المعجزة أو الظهور الروحاني، لأن الله –تبارك
أسمه- لا يفعل شيئًا لمجرد التباهي أو الاستعراض، ولا ينفعل بهتافات الجموع المُحتشدة
على أسوار الكنيسة وفي الشوارع، بقدر ما يُصغي إلى آنَّات وتنَهُدات قلب يصرخ أمام
هيكله المقدس بتخشع "أللهم إرحمني أنا الخاطي".
يا ريت محدش يزعل،
اللي بكتبه ده #عشان_نفهم_صح
شريف رمزي