بقلم/ شريف رمزي
من يعتقد أن السيسي لم يهتم أو يتأثر حيال فاجعة الإعلان عن ذبح مليشيات داعش لـ٢١ مسيحيا مصريا بليبيا، فهو بلا شك مُخطئ..
ذلك أن قتلهم لا يحمل أي رسالة خاصة للأقباط، فنحن قوم لا يُرهبنا القتل ولا يُثنينا العنف عن إيماننا، والتاريخ خير شاهد.
إنما المُستهدف بتلك الرسالة هو السيسي نفسه..
فداعش
يريد أن يُعلن للعالم أجمع أنه أقوى من السيسي وجيشه ونظامه، ويُظهر
للمصريين ولاسيما الضعفاء والمُهمشين منهم أنهم بلا ظهر يَحميهم، وبلا
سندٍ.. أي أن رئيسكم هو والعدم سواء!
ليس من شك أن رسالة داعش قد وصلت، ومن المؤكد أن السيسي قرأ الرسالة ووعاها جيداً، ومن المؤكد أيضاً أنه يبحث في طرق الرد.
فمثلاً..
يُمكن
للرئيس أن يعطي أوامره بتوجيه ضربة عسكرية لدَك معاقل داعش بواسطة سلاح
الطيران، ولن يلومه أحد، بل وستسانده حكومات العالم، وستكتسب الضربة
شرعيتها من دعم الجيش الوطنى الليبي بقيادة حفتر لها ودعم الحكومة الليبية
نفسها.. ممكن جداً، فقد خرج علينا السيسي مراراً متوعداً بالرد الفوري على
أي تهديد للأشقاء في الخليج، وها قد طال التهديد عملياً مواطنيه، والمسافة
بين سلاح الطيران المصري وبين داعش في ليبيا أقل من مسافة السكة.
يُمكن
للرئيس أن يكتفي بالظهور عَبر الفضائيات للإعراب عن حزنه على الضحايا،
ولإعلان تعاطفه مع ذويهم، وليقطع عهوداً سبق أن قطعها بالثأر لدمائهم من
القتلة والإرهابيين، وسيُقدِر له المصريون صِدق مشاعره وتجاوبه مع الفاجعة
ولو بعد حين.
ويُمكن للرئيس أن يتجاهل الموقف برُمته، وكأن شيئاً لم يكُن، فكم من الأحداث الجِسام مرَت وصار مآلِها إلى طي النسيان.
لكن سيبقى أمام الرئيس، وأمامنا جميعاً، سؤال مُلِح..
ماذا لو توالت رسائل داعش؟!