بقلم/ شريف رمزي
بعد
أسابيع من خطفهم، داعش يُعلن ذبح 21 مسيحي مصري بليبيا..
التساؤلات
حول غياب دور الدولة وتقاعس أجهزتها في جهود إنقاذهم لن يُجدي نفعاً، طالما لايزال
بيننا من يعلو صوته بالسؤال المُقزز: إيه اللي وداهم هناك!
يا سَيدي
ذَهبوا مُكرهين لا مُخيرين..
ذهبوا
لأن الوطن ضاق بهم، ولم يلتفت مسئول لمُعاناتهم..
ذهبوا من
أجل لقمة العيش، وليكفوا أنفسهم ذُل السؤال..
ذهبوا
مُضحين بأنفسهم، ولم يعبأوا بالمخاطر، ليحيا أطفالهم..
عن
نفسي، ومن حيث المبدأ، فأنا ضد فكرة الحرب..
لا يوجد
مواطن عاقل يَرغَب في أن تخوض بلاده حرباً من أي نوع.. فالحرب ليست نُزهة.
لكن
تكرار خطف وقتل المصريين في ليبيا على آيدي المُتطرفين لا يُمكن أن يُقابل بهذا
القَدر من اللامبالاة!
السياسة
لها فنون والحرب أيضاً لها فنون، وبين كلتيهما روابط لا يمكن فصلها..
احشد
العالم من حولك.. اكسب تعاطف الشعوب فتأمن مكر الحكومات.. اصنع لنفسك إعلاماً يُجيد
نقل الحقيقة بلُغة يفهمها ويقبلها الجميع.. ثم افتح فمك وكشِر عن أنيابك وابتلع
خصمك في وَضَح النهار، ولن يجروء أياً من كان على مُناطحتك..
أما
أنتم يا شُهداء الوطن وشُهداء لقمة العيش، فاصفحوا عن غباوتنا وعن جَهلِنا، وعن
تقصيرنا بحقكم.
اصفحوا
عن صمتنا لأننا موتى ولم نكن يوماً مثلكم أحياء.
اصفحوا
أيها الشُجعان عن خوفنا لأننا بالطبيعة وِلدنا جُبناء.
واعذرونا،
فليس بإمكاننا أن نُحاسب مسئولاً تخاذل عن نُصرتكم، ولا إعلامٍ أبكم تجاهل عمداً
وبالأمر قضيتكم.
وأسمحوا
لنا أن نُتاجر ولو قليلاً بدماءكم، وأن نَدّعي بطولاتٍ زائفة على جُثثكم، فها موسم
الانتخابات قد بدأ!